منتديات حلم الطيور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة 1

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة 1 Empty قصة قصيرة 1

مُساهمة من طرف kazamaza الأربعاء أكتوبر 15, 2008 5:59 pm

مايشبه الحلم


لم يكن يتوقع أن يحمل إليه ذلك اليوم كل ذلك الكم من المفاجآت السارة, فما إن فتح عينيه صباحا حتى طرق سمعه رنين الهاتف في الغرفة المجاورة , وحين رفع السماعة جاءه صوت عبد القادر, زميل الدراسة الذي لم يره منذ أكثر من شهر.
زف إليه عبد القادر نبأ قبوله في وظيفة المحاسب التى كانت أعلنت عنها وزارة الاقتصاد منذ سنتين, قال له بنفس لاهث وكلمات متلاحقة : تصور أنك الأول من بين خمسمائة مرشح تقدموا للوظيفة من جميع محافظات القطر , لقد قرأت اسمك في صحف هذا الصباح...مبروك مبروك , والله إنك تستحقها.
أجابه وهو لايزال غير مصدق : الله يبارك فيك ويبشرك بالخير
- مابك؟ ألست سعيدا يارجل؟
- بلي , كيف لا أكون سعيدا...لقد كنت فقدت الأمل في هذه الوظيفة.
-نعم, لأنه كما تعلم لا يحصل علي وظيفة في هذا البلد إلا المدعوم. أو الراشي , أو العضو في الحزب الحاكم.
أغلق السماعة, وهو يتنفس الصعداء, ونط من السرير مثل قط شرس, فغسل وجهه وحلق ذقنه علي عجل, وأكل لقمتين علي الواقف,ثم خرج إلي الشارع وهو يدندن: وداعا للبطالة.
كان علي وشك الخروج حين مدد يده فانتزع ورقة النتيجة عن ليلة البارحة كما هية عادته كل يوم.
كان الجو مشمسا. تمشي قليلا ثم جلس في أحد المقاهى القريبة يقطع الوقت, وقبل أن ينتصف النهار, كان قد شرب خمسة كئوس شاي ودخن ثلاثة سجائر.
حين ترك المقهى , وقفل راجعا إلي بيته, وكان لا يزال يفكر بأمر الوظيفة , اصطدم في الطريق بابن خالته عبد الغنى, عانقه عبد الغنى علي غير العادة وبادره قائلا بصوت خافت يختلط في الاعتذار بالغبطة :
- في الحقيقة , لا أدري إن كان عليّ تهنئتك أم تعزيتك؟!
ودون أن يمهله حتى يرفع حاجبيه دهشة, أردف عبد الغني:
- مابك يارجل ؟ كأنك لاتعرف ما حدث...
- لا....في الحقيقة لا أعرف
- عمك حمدون أقصد عمك كارلوس..
- نعم..
- كارلوس المقيم في أستراليا! ألم يبلغك نبأ وفاته بالسكتة القلبية أول أمس.
- في الحقيقة لا لم يبلغنى شئ من هذا.
- لا تعرف إذن.. وأظنك لا تعرف كذلك أنه كان من أصحاب الملايين, وأنك وريثه الوحيد.
- أنت تمزح.
- أقسم ببركة هذا اليوم أننى لا أمزح.
كانــــت في داخله رغبة خفية ولكن جارفة في أن يصفع نفسه, فقط ليتأكد أنه لا يحلم, ولكنه لا يزال في الشارع.
حين عاد إلي البيت, وجد في لوحة إظهار رقم الهاتف حوالى عشرة أرقام, كان أصحابها قد اتصلوا به في أوقات مختلفة خلال وجوده في الخارج.
وقبل أن يضع رأسه علي المخده أشعل التليفزيون كعادته, وبدأ يتسلي بالتنقل بين القنوات الفضائية , وكانت جميع الأخبارسارة ومبهجة.
أين اختفت إذن أخبار الحروب والمجازر والفيضانات والأعاصير والزلازل....سأل نفسه بريبة!
عاودته ثانية الرغبة في أن يصفع نفسه فلم يقاومها هذه المرة.ولما تأكد أنه لا يحلم أخذ يدندن: وداعا للكوارث الطبيعية والاستبدادا السياسي.
وقبل أن يطفئ ضوء الغرفة حانت منه التفاته إلي النتيجة.تنهد بعمق. كان سيغمي عليه, وشعر أنه يدور داخل دوامة بحرية لا مهرب منها, كانت ورقة النتيجة اللعينة تشير إلي الأول من أبريل





ابراهيم فرحان (سورية)
kazamaza
kazamaza
حلم فعال
حلم فعال

ذكر
عدد الرسائل : 235
العمر : 38
المدينة : benha
الاوسمة : قصة قصيرة 1 Empty
المزاج : قصة قصيرة 1 4210
المهنة : قصة قصيرة 1 Engine10
الهواية : قصة قصيرة 1 Chess10
تاريخ التسجيل : 23/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى