قصة قصيرة 1
منتديات حلم الطيور :: °ˆ~*¤®§(*§المنتديات الأدبية والثقافية§*)§®¤*~ˆ° :: "(¯`·._.·(قصص وروايات )·._.·´¯)"
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة 1
مايشبه الحلم
لم يكن يتوقع أن يحمل إليه ذلك اليوم كل ذلك الكم من المفاجآت السارة, فما إن فتح عينيه صباحا حتى طرق سمعه رنين الهاتف في الغرفة المجاورة , وحين رفع السماعة جاءه صوت عبد القادر, زميل الدراسة الذي لم يره منذ أكثر من شهر.
زف إليه عبد القادر نبأ قبوله في وظيفة المحاسب التى كانت أعلنت عنها وزارة الاقتصاد منذ سنتين, قال له بنفس لاهث وكلمات متلاحقة : تصور أنك الأول من بين خمسمائة مرشح تقدموا للوظيفة من جميع محافظات القطر , لقد قرأت اسمك في صحف هذا الصباح...مبروك مبروك , والله إنك تستحقها.
أجابه وهو لايزال غير مصدق : الله يبارك فيك ويبشرك بالخير
- مابك؟ ألست سعيدا يارجل؟
- بلي , كيف لا أكون سعيدا...لقد كنت فقدت الأمل في هذه الوظيفة.
-نعم, لأنه كما تعلم لا يحصل علي وظيفة في هذا البلد إلا المدعوم. أو الراشي , أو العضو في الحزب الحاكم.
أغلق السماعة, وهو يتنفس الصعداء, ونط من السرير مثل قط شرس, فغسل وجهه وحلق ذقنه علي عجل, وأكل لقمتين علي الواقف,ثم خرج إلي الشارع وهو يدندن: وداعا للبطالة.
كان علي وشك الخروج حين مدد يده فانتزع ورقة النتيجة عن ليلة البارحة كما هية عادته كل يوم.
كان الجو مشمسا. تمشي قليلا ثم جلس في أحد المقاهى القريبة يقطع الوقت, وقبل أن ينتصف النهار, كان قد شرب خمسة كئوس شاي ودخن ثلاثة سجائر.
حين ترك المقهى , وقفل راجعا إلي بيته, وكان لا يزال يفكر بأمر الوظيفة , اصطدم في الطريق بابن خالته عبد الغنى, عانقه عبد الغنى علي غير العادة وبادره قائلا بصوت خافت يختلط في الاعتذار بالغبطة :
- في الحقيقة , لا أدري إن كان عليّ تهنئتك أم تعزيتك؟!
ودون أن يمهله حتى يرفع حاجبيه دهشة, أردف عبد الغني:
- مابك يارجل ؟ كأنك لاتعرف ما حدث...
- لا....في الحقيقة لا أعرف
- عمك حمدون أقصد عمك كارلوس..
- نعم..
- كارلوس المقيم في أستراليا! ألم يبلغك نبأ وفاته بالسكتة القلبية أول أمس.
- في الحقيقة لا لم يبلغنى شئ من هذا.
- لا تعرف إذن.. وأظنك لا تعرف كذلك أنه كان من أصحاب الملايين, وأنك وريثه الوحيد.
- أنت تمزح.
- أقسم ببركة هذا اليوم أننى لا أمزح.
كانــــت في داخله رغبة خفية ولكن جارفة في أن يصفع نفسه, فقط ليتأكد أنه لا يحلم, ولكنه لا يزال في الشارع.
حين عاد إلي البيت, وجد في لوحة إظهار رقم الهاتف حوالى عشرة أرقام, كان أصحابها قد اتصلوا به في أوقات مختلفة خلال وجوده في الخارج.
وقبل أن يضع رأسه علي المخده أشعل التليفزيون كعادته, وبدأ يتسلي بالتنقل بين القنوات الفضائية , وكانت جميع الأخبارسارة ومبهجة.
أين اختفت إذن أخبار الحروب والمجازر والفيضانات والأعاصير والزلازل....سأل نفسه بريبة!
عاودته ثانية الرغبة في أن يصفع نفسه فلم يقاومها هذه المرة.ولما تأكد أنه لا يحلم أخذ يدندن: وداعا للكوارث الطبيعية والاستبدادا السياسي.
وقبل أن يطفئ ضوء الغرفة حانت منه التفاته إلي النتيجة.تنهد بعمق. كان سيغمي عليه, وشعر أنه يدور داخل دوامة بحرية لا مهرب منها, كانت ورقة النتيجة اللعينة تشير إلي الأول من أبريل
لم يكن يتوقع أن يحمل إليه ذلك اليوم كل ذلك الكم من المفاجآت السارة, فما إن فتح عينيه صباحا حتى طرق سمعه رنين الهاتف في الغرفة المجاورة , وحين رفع السماعة جاءه صوت عبد القادر, زميل الدراسة الذي لم يره منذ أكثر من شهر.
زف إليه عبد القادر نبأ قبوله في وظيفة المحاسب التى كانت أعلنت عنها وزارة الاقتصاد منذ سنتين, قال له بنفس لاهث وكلمات متلاحقة : تصور أنك الأول من بين خمسمائة مرشح تقدموا للوظيفة من جميع محافظات القطر , لقد قرأت اسمك في صحف هذا الصباح...مبروك مبروك , والله إنك تستحقها.
أجابه وهو لايزال غير مصدق : الله يبارك فيك ويبشرك بالخير
- مابك؟ ألست سعيدا يارجل؟
- بلي , كيف لا أكون سعيدا...لقد كنت فقدت الأمل في هذه الوظيفة.
-نعم, لأنه كما تعلم لا يحصل علي وظيفة في هذا البلد إلا المدعوم. أو الراشي , أو العضو في الحزب الحاكم.
أغلق السماعة, وهو يتنفس الصعداء, ونط من السرير مثل قط شرس, فغسل وجهه وحلق ذقنه علي عجل, وأكل لقمتين علي الواقف,ثم خرج إلي الشارع وهو يدندن: وداعا للبطالة.
كان علي وشك الخروج حين مدد يده فانتزع ورقة النتيجة عن ليلة البارحة كما هية عادته كل يوم.
كان الجو مشمسا. تمشي قليلا ثم جلس في أحد المقاهى القريبة يقطع الوقت, وقبل أن ينتصف النهار, كان قد شرب خمسة كئوس شاي ودخن ثلاثة سجائر.
حين ترك المقهى , وقفل راجعا إلي بيته, وكان لا يزال يفكر بأمر الوظيفة , اصطدم في الطريق بابن خالته عبد الغنى, عانقه عبد الغنى علي غير العادة وبادره قائلا بصوت خافت يختلط في الاعتذار بالغبطة :
- في الحقيقة , لا أدري إن كان عليّ تهنئتك أم تعزيتك؟!
ودون أن يمهله حتى يرفع حاجبيه دهشة, أردف عبد الغني:
- مابك يارجل ؟ كأنك لاتعرف ما حدث...
- لا....في الحقيقة لا أعرف
- عمك حمدون أقصد عمك كارلوس..
- نعم..
- كارلوس المقيم في أستراليا! ألم يبلغك نبأ وفاته بالسكتة القلبية أول أمس.
- في الحقيقة لا لم يبلغنى شئ من هذا.
- لا تعرف إذن.. وأظنك لا تعرف كذلك أنه كان من أصحاب الملايين, وأنك وريثه الوحيد.
- أنت تمزح.
- أقسم ببركة هذا اليوم أننى لا أمزح.
كانــــت في داخله رغبة خفية ولكن جارفة في أن يصفع نفسه, فقط ليتأكد أنه لا يحلم, ولكنه لا يزال في الشارع.
حين عاد إلي البيت, وجد في لوحة إظهار رقم الهاتف حوالى عشرة أرقام, كان أصحابها قد اتصلوا به في أوقات مختلفة خلال وجوده في الخارج.
وقبل أن يضع رأسه علي المخده أشعل التليفزيون كعادته, وبدأ يتسلي بالتنقل بين القنوات الفضائية , وكانت جميع الأخبارسارة ومبهجة.
أين اختفت إذن أخبار الحروب والمجازر والفيضانات والأعاصير والزلازل....سأل نفسه بريبة!
عاودته ثانية الرغبة في أن يصفع نفسه فلم يقاومها هذه المرة.ولما تأكد أنه لا يحلم أخذ يدندن: وداعا للكوارث الطبيعية والاستبدادا السياسي.
وقبل أن يطفئ ضوء الغرفة حانت منه التفاته إلي النتيجة.تنهد بعمق. كان سيغمي عليه, وشعر أنه يدور داخل دوامة بحرية لا مهرب منها, كانت ورقة النتيجة اللعينة تشير إلي الأول من أبريل
ابراهيم فرحان (سورية)
kazamaza- حلم فعال
-
عدد الرسائل : 235
العمر : 38
المدينة : benha
الاوسمة :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
تاريخ التسجيل : 23/09/2008
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة واذا قراتها لك الاجر فلاتحرم نفسك من الاجر
» قصة المال الضائع قصة قصيرة
» وقفة قصيرة أمام الحزن
» قصة قاتل المئة( قصيرة جداا)
» قصص قصيرة عن الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
» قصة المال الضائع قصة قصيرة
» وقفة قصيرة أمام الحزن
» قصة قاتل المئة( قصيرة جداا)
» قصص قصيرة عن الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
منتديات حلم الطيور :: °ˆ~*¤®§(*§المنتديات الأدبية والثقافية§*)§®¤*~ˆ° :: "(¯`·._.·(قصص وروايات )·._.·´¯)"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى